و كانت تعتبر المصيف المثالي في عهد الماديين والهخامنشيين، كما عرفت باسم اكباتان أو هكمتانه (أي محل التجمع) في تاريخ اليونانيين القديم.
تعد همدان مهد الحضارة في منطقة الشرق إلى حد ان اسمها ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالأساطير. ولقد ذكر في الكتب التاريخية بأن قصراً باسم «سبع حصارة لازال موجوداً وقائماً في هذه المدينة ويتكون من ألف غرفة يضاهي بذلك برج بابل العظيم». ويسترعي نظر الزائرين لهذه المدينة التاريخية القديمة آثار عديدة من العصور الماضية التي جعلت أكثرها على شكل أبحاث أثرية فوق رابية هكمتانه وتلة المصلى والتي تتحدث عن وجود القصور والقلاع والمدن القديمة من عصر حكم الماديين والهخامنشيين.
وهناك آثار أخرى اكتشفت مؤخراً منها الألواح والصحون والأدوات الذهبية والفضية والتي تتزين بها في الوقت الحاضر المتاحف الكبرى والأماكن الخاصة بجمع الآثار، وقد عرضت على مرأى من زائري هذه الأماكن و من تلک الجاذبيات التاريخية والطبيعية في همدان، منطقة «كنجنامه» والتي تشتهر بنقوشها الأثرية وشلال مائها الرائع.
نقوش «كنجنامه» الحجرية هي نقوش معروفة بقيت من العهد الإخميني (485-521 قبل الميلاد)، وتعود تحديداً الى فترتي حكم الملك الإخميني داريوش (داريوس) والملك خشايار شاه؛ وكتبت باللغات الثلاث: البارسية القديمة والعيلامية والبابلية وكل نقش حجري يأتي في ثلاثة أعمدة وفي عشرين سطراً ونصبت هذه النقوش في طريق الملك في تلك العصور.
اللوح الحجري المنقوش باللغة البارسية القديمة يقع في الجهة اليسرى من النقشين الحجريين الآخرين، ويصل عرضه الى حوالي 115 سنتيمتراً؛ بيد أن اللوح المنقوش بالخط البابلي يتوسط اللوحين الأخريين؛ ويقع اللوح الحجري بالخط العيلامي على العمود الثالث.
يجدر بالذكر ان اللوح الواقع في جانب اليسار، والمنحوت على الجبل، يعلو باقي الألواح بقليل، ويعود الى عهد حكم الملك الإخميني داريوس.
يبلغ طول هذا النقش ما يقرب من 290 سنتيمتراً وارتفاعه 190 سنتيمتراً، حيث نُحت عليه هذا النص:
«أهورامزدا هو الرب العظيم، الذي خلق الأرض وبنى السماء، وخلق الانسان وخلق له الفرح والسرور، والذي عين داريوش ملكاً واختاره من بين عدد كبير من الملوك والقادة.. فها أنا ذاك الملك الكبير داريوش، ملك الملوك، ملك البلاد والأراضي النائية ومترامية الأطراف، ابن ويشتاسب الإخميني».
فيما يصل طول النقش العائد الى الملك الإخميني خشايار شاه الى 270 سنتيمتراً وارتفاعه الى 190 سنتيمتراً. ويأتي هذا النقش في الجزء الأسفل من نقش داريوش؛ حيث يطالعنا هذا النص:
«أهورامزدا هو الرب العظيم، الذي خلق الأرض وبنى السماء، والذي خلق الانسان، وخلق له الفرح والسرور، والذي عين خشايار شاه ملكاً واختاره من بين عدد كبير من الملوك والحكام والقادة... ها أنا ذاك الملك الكبير خشايار شاه، ملك الملوك، ملك البلاد والأراضي التي تسكن فيها أعراق وجنسيات عدة، ملك البلاد والاراضي النائية المترامية الأطراف، وابن الملك داريوش الإخميني».
شلال کنجنامه همدان
يقع شلال «كنجنامه» بالقرب من نقوش «كنجنامه» الحجرية وعلى بعد خمسة كيلومترات الى جنوب غرب همدان وتحديداً في منطقة تسمى «عباس آباد» في منتهى وادٍ أخضر جميل.
يبلغ ارتفاع هذا الشلال 12 متراً وماءه غزير دائم طوال السنة؛ غير أنه يتجمد احياناً بسبب حدوث جليد قوي في فصل الشتاء.
هذا الشلال الذي يقع على مقربة من مدينة همدان التاريخية، يشق طريقه وسط مرتفعات جبال ألوند.
