فيه اغلب المنسوجات و الصناعات الوطنية و المستوردة سواءً (بالجملة و المفرد) و بأسعار اقل من الاماکن الاخري نسبياً.
تاريخ سوق طهران
سوق طهران من المعالم التاريخية المتبقية من عهد ناصرالدين شاه القاجاري. وعلى ما يبدو فان مناخ طهران الحار في فصل الصيف كان السبب في بناء سوق مسقوف. وبدأت عملية بناء السوق وتوسيع رقعتها باهداء حجرات ودكاكين من قبل الاثرياء ورجال الاعمال الكبار آنذاك، علاوة على ذلك، امر ناصرالدين شاه بتشييد عمارة كبيرة على نمط «دور اوبرا الافرنجية» على مقربة من السوق لاقامة المراسم والمجالس الدينية الرسمية تسمى «تكية دولت». كما امر ببناء مسجد كبير متلاصق للسوق يسمى حالياً «مسجد الامام الخميني»، وبذلك ظهرت مدينة قرب القصور الملكية بطهران. وجاء وصف هذا السوق المسقوف في ذكريات ورحلات كتبها السياح الاجانب واعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي المقيم بطهران في اواخر القرن التاسع عشر، إذ اعتبروها هذا السوق من اجمل مناطق العاصمة للزيارة والارتياد. وكان هذا السوق يشهد عمليات تجارية منها انتاج بضائع اهلية واستيراد سلع من الخارج وانشاء معامل وصناعات صغيرة. سوق طهران الى جانب البنايات التاريخية القريبة منه مثل مسجد الامام والجامع وغيرها من العمارات يشكل معلماً تاريخياً فنياً بارزاً لطهران. وتشير الوثائق التاريخية الى ان سوق طهران يعود بناؤه الاول الى عهد الملك الصفوي طهماسب، وجاء بناء السوق متزامناً مع بناء حصن طهران وبواباته بين فترة 930 الى 948 هـ ق. كما شهد السوق في ايام حكم ناصرالدين شاه بناء اقسام وخانات جديدة واضافتها الى السوق. وكان كل قسم وخان في هذا السوق يخص نشاطاً تجارياً واقتصادياً خاصاً ويتضمن أقساماً رئيسة منها: سوق بائعي الحذاء والاسكانيين وسوق بائعي السجاد، سوق عباس آباد وسوق امير وسوق الصاغة وسوق باعة الساعات وسوق بين الحرمين وبازار الأسواق الاربعة الكبيرة وسوق المسجد الجامع وبازار الاسواق الاربعة الصغيرة وسوق «جهل تن» (اي اربعين شخصاً وهي من اقدم اجزاء سوق طهران ويعود تاريخه الى عهد فتحعلي شاه القاجاري)، سوق الحدادين وسوق النحاسين وسوق «باجنار» وسوق معير وسوق قوام الدولة المسمى ببازار التوأمين.
هناك تسميات طريفة كسوق الغرباء وسوق الكويتيين وسوق الحمّام، لأن فيه حمّاماً عاماً، وسوق المسجد الجامع لأنه يقع بالقرب من المسجد التابع للبازار الكبير، وكان يسمّى مسجد «الشاه» قبل الثورة، وصار يدعى مسجد «الإمام الخميني» بعدها، وهناك أيضاً في البازار أسواق أخرى تظهر احترام الإيرانيين لثقافتهم كسوق الخيّام (صاحب الرباعيات الشهيرة) وسوق حافظ الشيرازي الشاعر الكبير.
النشاط التجاري في سوق طهران
يصعب رسم حدود واضحة له، تضيع في متاهات أسواقه ودهاليز ازدحامه، إنه الشريان الأساس للعمليات التجارية في إيران، ومعلم أثري ولوبي اقتصادي، ينشط فيه نحو 400 ألف من تجار السوق والحرفيين، يسيطرون على ثلثي التجارة في البلاد، سوق للذهب وآخر للسجاد والبزازين، وأكثر من 100 قسم تشكل جميعها القلب التجاري لإيران منذ العهد الصفوي، بقي في العصور الإيرانية المتوالية، قوة اقتصادية تؤثر في السلطة والمجتمع.
سوق طهران و السياسة
عبء ثقيل حمله بازار طهران، ربط بين طبقة التجار ورجال الدين وصناع القرار، فكانت له كلمته في السياسة، فحین قاطع تجارة التبغ أجبر الأسرة القاجارية الحاكمة قبل قرن على أن تسحب احتكارها له من السوق، وحين أعلن الإضراب أسهم في إسقاط الشاه.